“السهرة التونسية في روما: لقاء ثقافي وسياحي يُعزّز جسور الصداقة بين تونس وإيطاليا”

في إطار التمشي الدبلوماسي الثقافي الرامي إلى مزيد التعريف بالوجهة السياحية التونسية وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين تونس وإيطاليا، احتضن مقر إقامة السفير التونسي بروما، مساء الخميس 19 جوان 2025، النسخة الثانية من تظاهرة “السهرة التونسية”، بتنظيم من سفارة الجمهورية التونسية بروما وبالشراكة مع الديوان الوطني التونسي للسياحة.

هذا الحدث، الذي يأتي امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى سنة 2024، لم يكن مجرّد تظاهرة احتفالية فحسب، بل مثّل مناسبة راقية لإبراز غنى وتنوّع التراث الثقافي التونسي والترويج لخصوصيات بلادنا كوجهة سياحية متميزة على الساحة المتوسطية والأوروبية.

وقد تنوّع برنامج السهرة ليجمع بين الفن والموسيقى والموضة والنكهة التونسية الأصيلة. إذ تمتع الحضور بعرض موسيقي مشترك بين فرقة تونسية وأخرى إيطالية، عكس عمق التمازج الحضاري بين البلدين. كما شهدت الأمسية عرض أزياء مبتكر جمع بين التصاميم التونسية التقليدية واللمسات العصرية، ليبرهن مجدداً على قدرة التراث التونسي على التجدد والانفتاح.

ولم تخلُ الأمسية من نفحات الذوق التونسي، حيث خُصّصت مأدبة عشاء تونسية أصيلة قدّمت مجموعة من الأطباق التي تعكس ثراء المطبخ التونسي وتنوعه الجهوي، مما أضفى على السهرة بُعداً حسياً إضافياً عزّز من عمق التجربة الثقافية المقدّمة.

وقد عرفت التظاهرة حضوراً مميزاً من شخصيات بارزة تمثل مختلف الأوساط الإيطالية، من حكومية وبرلمانية ودبلوماسية واقتصادية وثقافية وإعلامية، إلى جانب عدد من مسؤولي وكالات الأسفار الإيطالية وأعضاء الجالية التونسية ومجموعة من أصدقاء تونس.

“السهرة التونسية” لم تكن فقط لقاء فنياً أو استعراضاً سياحياً، بل مثلت رسالة محبة وسلام، عبّرت فيها تونس عن انفتاحها وإصرارها على تثبيت حضورها الثقافي والسياحي في قلب أوروبا، وعكست في الآن ذاته نجاعة العمل الدبلوماسي الثقافي في مد جسور التواصل وبناء صورة إيجابية عن بلادنا.

ختاماً، يمكن القول إن مثل هذه المبادرات، التي تزاوج بين الثقافة والسياحة، هي السبيل الأمثل لتثمين الرصيد الحضاري التونسي ولتوطيد العلاقات مع الشركاء الدوليين، وهي تعبّر عن روح تونس الحديثة التي تعتز بماضيها وتتطلّع بثقة إلى مستقبلها.

يسري تليلي

صحفي ومختص في الشأن الثقافي والسياحي

مجلة TUNISIAMAG

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى